اعتبر مدير الديوان السابق محمد الطيب اليوسفي أنّ الطبقة السياسيّة في تونس تعيسة، كما أنّ الأحزاب رذّلت الحياة السياسيّة وكرّهت التونسيين فيها.
وشدّد اليوسفي ، خلال استضافته في برنامج “جاوب حمزة”، على موزاييك أف أم، أمس الأحد 22 جانفي 2023، على أنّه ليس كلّ من يعتلي سلطة الحكم هو رجل دولة، قائلا: “رجل الدولة يظهر في الفترات الصعبة.. رجل الدولة بالفعل لا بالقول”.
كما أشار إلى أنّ 25 جويليّة كان يجب أن يكون لحظة فارقة لتصحيح المسار لا الذهاب نحو الانحدار.
وأشار محمد الطيب اليوسفي إلى أنّ محمد الغنوشي الذي تولّى منصب رئيس الحكومة عام 2011، أخطأ في تعيين وزير الداخليّة، لكن تُحسب له أنّه تحلّى بالشجاعة في ظرف صعب، وتحمّل المسؤولية كاملة للحفاظ على الدولة، وضمان استمراريتها.
وقال المتحدث “ولم يقبل محمد الغنوشي الالتحاق بقصر قرطاج في 2011، كنّا سنعيش كابوسا لا يمكن تخيّله.. في تلك الفترة أصدر تعليمات بعدم إطلاق الرصاص حتّى في حال تعرّضه للخطر”.
كما تحدّث عن رئيس الحكومة السابق الحبيب الصيد، قائلا إنّه يُحسب له أنّه “رفض الخضوع للمساومات للبقاء في السلطة، لكنّه أخطأ في اختيار وزير الداخلية آنذاك وهو ناجم الغرسلي”، وفق قوله.
ومن ناحية أخرى، عاد مدير الديوان السابق محمد الطيّب اليوسفي، على تفاصيل الفترة الأخيرة من حكم الرئيس الراحل زين العابدين بن علي، مؤكّدا أنّ تقاريرا أمنية تونسيّة خطيرة، صدرت بعد 17 ديسمبر 2010، ونبّهت من أنّ النظام مهدّد بالسقوط، في المقابل لم يكن هناك أيّ صدى من بن علي، ولم يقع اتّخاذ أيّ إجراء للغرض بما في ذلك تكوين خليّة أزمة، على سبيل المثال، وذلك ربّما دليل على أنّها ربّما لم تصل لبن علي ولم يتم اطلاعه عليها، على حدّ قوله.
كما أشار اليوسفي إلى أنّ إعداد ليلى الطرابلسي لتولّي رئاسة الجمهورية، في تلك الفترة، كان سيناريو مطروحا، فقد كانت هناك كتب تمجّدها وتمدحها، وكانت كثيرة الظهور في نشرات الأخبار، وتُلقي خطابات شبيهة بخطابات بن علي.
وأجزم محمد الطيب اليوسفي أنّ صحة زين العابدين بن علي تدهورت في السنوات الأخيرة من فترة حكمه، “والدليل على ذلك أنّ نشاط عمله تقلّص وأصبح كثير النسيان وقليل التركيز”.
وقال: “بن علي معروف عليه أنّه “خدّام”، كان يستقبل الوزير الأوّل في حدود الساعة الثامنة صباحا، ولكن في السنوات الأخيرة من حكمه أصبح يؤخّر لقائه به للحادية عشر صباحا، على سبيل المثال، وضعُف تركيزه وقلّ نشاطه”.
وأضاف “ثمّ إنّ بن علي لم يكن يتصوّر أن تكون أحداث جانفي 2011، أكثر خطورة من أحداث الحوض المنجمي، لكنّه تناسى المعطيات الدوليّة والإقليمية..”، وفق قول اليوسفي.